وقفات مع انقضاء رمضان

وقفات مع انقضاء رمضان الوقفةُ الأوُلى: وقفةُ محاسَبةٍ ومراجعةٌ للنَّفسِ: ها هُوَ شهرُ رمضانَ شهرُ الخيراتِ والبركاتِ والعِتقِ مِنَ النيرانِ، ها هُوَ قد تولّى وانْصَرَمَ، وحَرِيٌّ بِكُلِّ عاقِلٍ يَهُمُّهُ مُستقبلَهُ أنْ يَقِفَ وقفةَ مُحاسَبةٍ: ماذا أوْدَعَ رمضانَ؟ وماذا استودعَهُ مِنْ أعمالٍ؟ مَن فرّطَ فيه وقصّرَ، مَن رَبِحَ وغَنِمَ، ومَن غُبِنَ وخَسِرَ؟ قَالَ ابنُ رجبٍ رحِمَهُ اللهُ: رُويَ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ كَانَ يُنادي في آخِرِ ليلةٍ مِنْ شهرِ رمضانَ: يا ليتَ شِعري! مَنْ هذا المقبولُ فَنُهَنّيه، ومَنْ هذا المحرومُ فَنُعَزّيه. وعنْ ابنِ مسعودٍ أنَّهُ كَانَ يقولُ: مَن هذا المقبولُ مِنّا فَنُهَنّيه، ومَنْ هذا المحرومُ مِنّا فَنُعَزّيه. أيُّها المقبولُ هنيئا لكَ، أيُّها المردودُ جبرَ اللهُ مُصيبتَكَ. ليتَ شِعري مَن فيهِ يُقْبَلُ مِنا *** فيُهَنّأ، يا خيبةَ المردودِ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِسَلَمَةَ بنِ دينارٍ: عِظْنِي يَا أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: اضْطَجِعْ ثُمَّ اجْعَلِ الْمَوْتَ عِنْدَ رَأْسِكَ، ثُمَّ انْظُرْ مَا تُحِبُّ...